اوقات التكبير في العشر من ذي الحجة 1444

اوقات التكبير في عشر ذي الحجة، منّ الله تعالى على عباده بأن جعل لهم مواسم للطاعات، تتضاعف فيها الأجور والحسنات ويعفو الله تعالى عن عباده في تلك الأيام من كل عام، وهي مواسم للطاعات تُعتق بها رقاب من النار، وتتبدل فيها الذنوب الى الحسنات، أفضلها العشر الأوائل من ذي الحجة من كل عام، بيومها العاشر يوم النحر، وسوف نتعرف في هذا المقال على اوقات التكبير في عشر ذي الحجة، وصيغ التكبير المسنونة، وكل ما يتعلق بهذا الشأن.

تكبيرات العشر من ذي الحجة

إن التكبير يعتبر احدى أنواع ذكر الله سبحانه وتعالى، وهو من أعظم العبادات الّتي يسنّ للمسلم أن يتعبّد الخالق عز وجل فيها، كما ويعد الإكثار من التّكبير في العشر الأوائل من شهر ذي الحجّة المبارك من الأمور المسنونة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى في الذّكر الحكيم: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}. والمعنى الذي يشير اليه قوله تعالى أيّام معلومات الآية الكريمة هي الأيام العشر من ذي الحجة، كذلك إنّ التّكبير في العشر من ذي الحجّة من السنن النّبويّة المباركة الّتي سنّها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- واتّبعها الصّحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، فعلى المسلم أن يتّبع سنّة النّبيّ الكريم لينال بها الأجر الجيل من عند الله تعالى، ومن تركها فلا حرج عليه والله أعلم.

شاهد ايضا: اول ايام ذو الحجة 2023

اوقات التكبير في عشر ذي الحجة

واوقات التكبير في عشر من ذي الحجّة، تبدأ من فجر اليوم الأول من شهر ذي الحجـة وينتهي بغروب شمس ثالث أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجـة، حيث أنه إذا ما دخل أوّل يومٍ من الشّهر المبارك فإنه يجوز للمسلم أن يبدء بالتّكبير والتهليل والتسبيح وذكر الله تبارك وتعالى، ولقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- وعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما فقيل: “كان ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ يخرجانِ إلى السوقِ في أيامِ العشرِ يُكبرانِ ويكبرُ الناسُ بتكبيرِهما”، كما ورُوي أنّ عمر بن الخطّاب، وابنه عبد الله -رضي الله عنهما- كانا يكبّران الله تعالى مع المسلمين في منى حتّى ترتجّ منى كلّها بالتّكبير، فإن كبّر المسلم في تلك الأيّام المباركة كسب أجر ذكر الله تعالى، ومن لم يكبّر فلا حرج في ذلك؛ لأنّ التّكبير سنّةٌ وليس فرضًا والله أعلم

اوقات التكبير وفضلها في عشر ذي الحجة

اوقات التكبير في عشر ذي الحجة

ولاشك ان العبادة يُثاب عليها المسلم في كافة الأيام والأوقات، فكيف إن كانت في هذه الأيام المباركة، لاسيما وأن التّكبير يعد من السنن النّبويّة المهمة الّتي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم سنة في الأيّام العشر الأوائل من شهر ذي الحجّة الفضيل، فنجد أن الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم تتبعوا هذه السّنة خلفاً للرسول، ولقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ”، وفي والحديث الشّريف هنا يشير إلى أنّ التكبير من العبادات العظيمة والأعمال الصّالحة الّتي يحبّها الله سبحانه وتعالى، والمسلم يجب عليه أن يسعى لنيل رضا الخالق من خلال علم ما يحبه، كذلك إنّ التكبير ذكرٌ لله تعالى، والذّكر يكفّر الذّنوب والخطايا، ويرفع درجات المسلم في الدّنيا والآخرة، ويُكتب للمسلم بذكر الله تعالى الأجر العظيم، ويرسخ به إيمانه ويدفعه في طريق خشية الله تعالى وتقواه، والله أعلم.

صيغ التكبير في عشر ذي الحجة

أما بالنسبة الى وجود صيغة معينة للتكبيرات؛ فلم يرد في مصادر التشريع الإسلامي من القرآن الكريم أو السّنّة النّبويّة المباركة أيّنص قرآني او حديث نبوي شريف تحدّد صيغةً معيّنةً للتّكبير، إلا أن أئمة العلم أفادوا بالعديد من الصّيغ الصّحيحة الّتي يمكن للمسلم أن يكبّر الله تعالى بها في الأيّام العشر من ذي الحجّة، والصّيغ هي:

  • اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً.
  • اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ.
  • اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ.
  • اللهُ أكْبَرُ كَبيراً والحمدُ للهِ كَثيْراً وسُبْحانَ اللهَ بُكرةً وَأَصيلاً.
  • لاَ إِلَهَ إِلّاَ اللهُ واللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وللهِ الحمدُ.

أنواع التكبير في عشر ذي الحجة

اوقات التكبير في عشر ذي الحجة

وبعد التعرف على اوقات التكبير هناك يوجد نوعان للتكبير في الأيّام العشر من شهر ذي الحجّة المباركة، لكل منهما وقته وهذان النّوعان هما:

  • التكبير المقيّد: وهو التّكبير المقيّد بأدبار الصّلوات وأوقاتٍ معيّنة وفي العشر من ذي الحجّة يبدأ وقته من فجر يوم عرفة وحتّى غروب شمس آخر أيّام التشريق.
  • التكبير المطلق: وهو التكبير الّذي لا يتقيّد في أيّ وقتٍ أو حين، ويمكن للمسلم أن يكبّر الله تعالى في الوقت الذي يشاءه، وفي عشر ذي الحجّة يبدأ التكبير من فجر أول يومٍ من شهر ذي الحجّة، وينتهي بانتهاء أيّام التشريق الثلاثة.

صيغة التكبير في عشر ذي الحجة لغير الحاج

ولاشك ان التسبيح والتكبير والتهليل من أفضل الأعمال في هذه الأيام المباركة من ذي الحجة،، وقد حثنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على القيام بذلك والمداومة عليه أسوة به، وهناك أكثر من صيغة للتكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة ومنها ما يلي:

  • الصيغة الأولى: أن يقول المسلم :(الله أكبر الله أكبر الله اكبر كبيرا)، وهي الصيغة الواردة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.
  • الصيغة الثانية:(الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد)، وهيا لصيغة الواردة عن ابن مسعود رضي الله عنه .
  • والصيغة الثالثة: ( اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ)، وهي ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه.

إلا أن القول الأرجح هو قول: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، أو يثلث: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، ومثله: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

افضل ما يقوله المسلم في عشر ذي الحجه

في العشر الأوائل من ذي الحجية يُمكن للمسلم أن يردد بعض الأدعية والأذكار، وقد ورد فضل هذه الأعمال في الحديث الشريف الذي أكد على الثواب العظيم لها وأهميتها الشديدة للمسلم، وذلك وفقاً لما ذكره ابن عمر رضي الله عنه عن قول الرسول عليه الصلاة والسلام، «الله عليه ما من أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد»، وتتضمن هذه الأدعية ما يلي:

  • من الأدعية التي يمكن قولها في العشر الأوائل من ذي الحجة هذه الأدعية، (اللهم إني أسألك برحمتك وبفضلك، وعظمتك، وباسمك الأعظم وجلالك، وهيبتك، وجبروتك، وقوتك، وبأسمائك الحسنى، وصفاتك العلى، أن تفرج عنا ما نحن فيه وتعفو عنا، وأن تقدر لنا الخير فيما نريده وننويه، اللهم ارزقنا من رزقك، وظلنا بظلك يوم لا ظل إلا ظلك.
  • (اللهم لا تطوي صفحة هذه الأيام الفضيلة إلا وقد غفرت خطايانا وسترت عوراتنا، ومحوت سيئاتنا، وقبلت توبتنا، وتقبلتنا من عبادك الصالحين وفرجت همومنا، وأزحت عنا ما يضيق صدورنا واستجبت لدعواتنا، وأصلحت أبنائنا، وبناتنا، وأزواجنا، وغفرت لموتانا، وشفيت مرضانا.

شاهد أيضا: حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

حكم التكبير في أيام التشريق

اوقات التكبير في عشر ذي الحجة

أيام التشريق هي ايام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وتبدأ من  ثاني يوم للعيد الأضحى، أما بالنسبة الى سبب تسميتها؛ فلم يتفق جمهور العلماء على تحديده ، فالبعض منهم ذكر أن سبب التسمية بهذا الاسم أن اللحم كان يشرق بالشمس لكي يجف ويطلق عليه القديد بعد ذلك، وقد أطلق على تجفيف اللحم اسم التشريق، ويقال أيضاً أن السبب يرجع إلى أن الأضحية لا تُذبح حتى شروق الشمس.

وعن حكم التكبير في هذه الأيام فقد جاء التأكيد على مشروعيته من النبي الكريم ومن الصحابة أيضاً، فقد كان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما يذهبان إلى السوق في العشر من ذي الحجة ليكبروا في الناس، ويبادلهم الناس التكبيرات فرحة بقدوم العيد.

والتكبير من السنة في أيام التشريق وليس واجباً عند العديد من الفقهاء والعلماء المتبحرين في الدين، وقد ورد عن الصحابة أن الرسول كان يكبر بهذه الصيغة، ( الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا)، وأيضاً قوله، ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، ويمكن للمسلم التكبير في منزله أو في المساجد أو في ليلته بالفراش فلا يوجد مكان محدد لتكبير أو قيود عليه، فذكر الله تعالى وراداً في أي وقت وحال.

والى هنا ننتهي من مقال اليوم ونصل الى ختام فقراته، والتي تناولت أهم الأذكار والأحكام الشرعية الخاصة بتكبيرات العيد، وفضل التكبير والتهليل في الأيام الأولى من ذي الحجة الى يوم النحر وهو يوم عيد الأضحى المبارك.

Scroll to Top