جدل عقيم لا طائل تحته

التواصل اللفظي هو طبيعة الحديث بين الأشخاص وانتشر مؤخراً بين وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتمكن الشخص من طرح أفكاره وآرائه المختلفة مع الأخرين ومع ذلك انتشر جدل عقيم لا طائل تحته.

فالحديث بين الأشخاص قد يثمر بنتائج في نهاية الأمر وقد لا يجدي نفعا فيصل الأشخاص لنهاية الطريق دون الوصول لوجهات نظر مشتركة، حيث يتناقش الطرفين دون جدوى ولا نية للاقتناع بأي آراء تخالف رأيه الشخصي.

تعريف الجدال العقيم

هو التفاوض بنزاع بين شخصين أو أكثر ليقنع أحداهما الآخر برأيه وأفكاره، ويعرف الجدال في معجم اللغة العربية بالتخاصم والنقاش بين الأفراد وقت تبادل الأفكار ووجهات النظر، ويتسبب الجدل العقيم في اضطراب الفكر وتشتت الأفكار وزيادة التنازع.

هناك أشخاص لا يجب البدء معهم في جدال ونقاش حتى لا يضيع الوقت الثمين والجهد المبذول في الجدال، ولكن هناك نوعين من الجدال.

الجدل النافع

هو جدال ممدوح يتم لإثبات الحق ودفع الشبهات وقد ذكر في القرآن الكريم، قال تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ“.

هذا النوع من الجدال الممدوح أحياناً يكون واجباً في حالة انتشار الشبهات وتغيير الحقائق لتشويه معالم الدين الإسلامي ولكن يبقى القول كما أمرنا الله تعالى بأن يكون الجدال بالتي هي أحسن دون التطرق لألفاظ بذيئة لتوصيل الحقائق وتصحيح الأمور.

وأحياناً يكون الجدال الممدوح مستحباً كالدعوة إلى الإسلام ويجب أن يكون الجدال بالحسنى كما أمرنا الله عز وجل.

أنواعه متعددة ويصل بالنفوس لعواقب وخيمة فقد يوصل الجدال المذموم إلى النار والضلال في الآخرة وقطع الود والعلاقات بين الأشخاص في الدنيا.

جدل عقيم لا طائل تحته فطحل

يعود تاريخ جدل عقيم لا طائل تحته للقرن السابع عشر في امبراطورية بيزنطية والتي اشتهرت بكثرة الجدال على الأمور الدينية وجدالهم حول الثالوث المسيحي.

وكما سبق الذكر نهاية الجدال العقيم هو خسارة الترابط وتوتر أجواء الإمبراطورية وتزعزعت الكنائس في هذا الوقت مما جعل الإمبراطور قسطنطين الثاني يصدر بيان رسمي لوقف الجدال والمناقشات حول الأمور الدينية لنشر السلام والهدوء في الإمبراطورية.

وفرض الإمبراطور قسطنطين عقوبات صارمة لكل من يدخل جدال عقيم لا طائل تحته إلا أن هذه العقوبات لم توقف الناس عن الدخول في الجدالات العقيمة.

الحل هو : بيزنطي

حل لغز فطحل

انتشر مؤخراً تطبيق من الألعاب المفيدة والشيقة يدعى فطحل العرب وهو لعبة ألغاز مليئة بالمعلومات الجميلة والمفيدة وتساعد في اكتشاف المعلومات والأفكار الجديدة.

من أكثر ما يميز التطبيق أنه مناسب لجميع الأعمار فمن خلال قضاء الوقت على التطبيق يمكنهم تحصيل كم كبير من المعلومات والمهارات الذهنية وتنشيط العقل والذاكرة، ولأن موقع تفاصيل يهتم بكل ما يطور الانسان يقدم لكم حلول ألغاز هذا التطبيق.

الفرق بين الجدل والحوار

الجدل والحوار يعتبران طريقة للحديث والتواصل اللفظي على ألسنة الناس ولكن يختلفان في الطريقة والأهداف.

الجدل

هو النزاع لإجبار الطرف الآخر على الاقتناع برأي ما أو فكرة وإلزامه بالتنازل عن قناعاته ولا يهدف لكشف الحقائق أو رفع الشبهات، وفي أغلب الأمر يميل طرفي الجدال إلى التعصب والعناد ويكون بين طرفين فقط.

الحوار

حديث بين مجموعة من الأشخاص وقد يكون بين شخصين فقط، ويهدف إلى النقاش بحيادية فلا يرغب طرف بإجبار الآخر على رأي أو فكرة، كما أنه يتم تبادل الحديث بالتساوي بينهم فلا يستأثر أحد بالحوار.

طريقة الحوار الناجحة

لكي يتم إجراء حوار ناجح فهناك أسلوب ونمط واضح ومحدد يجب توافره بين أطراف المتحدثين كما يلي:

  • لا يستطيع من كان في قلبه حقد أن يقوم بحوار ناجح، فيجب أن يتسم بسلامة النفس والقلب.
  • يجب استعمال الألفاظ اللطيفة والكلمات المهذبة وتجنب السب والعنف أثناء التحدث.
  • من المهم احترام وجهات النظر الأخرى وتقبل الرأي الآخر حتى لو عكس معتقدك الشخصي.
  • الثقة بالنفس والتحدث بثبات المحاور القلق والمتردد يوحي بالتذبذب وعدم ثقته بأفكاره ومن المؤكد أنه لا يمكنه توصيل أفكاره.
  • ليس من آداب الحوار انهائه بصورة عشوائية وبدون استئذان الطرف الآخر.
  • عدم التعصب لرأي أو فكرة دون الأخرى لمجرد فرض الرأي أو لمصالح شخصية وأهواء خاصة.
  • يبقى الهدف الأساسي من الحوار هو الوصول للحقائق ودفع الباطل.
  • في حالة تحول طرف من المتحاورين عن آداب الحوار فمن المفيد عدم المواصلة في الحوار وإنهائه بصورة مهذبة دون الدخول في جدل عقيم لا طائل تحته.

حكم جدل عقيم لا طائل تحته في الإسلام

أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن الجدل الذي لا طائل تحته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وأنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وأنا زعيم في أعلى الجنة لمن حسن خلق”.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عزو جل أحب لكم ثلاثا وكره إليكم ثلاثا، أحب أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تناصحوا لمن ولاه الله أمركم وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، وكره لكم قيل وقال وكثرة الجدال وإضاعة المال”.

ورسولنا الكريم لم ينهانا عن الجدل إلا لسبب، وذلك لأن نهاية الجدل ضياع الوقت بدون فائدة وقطع الصلات وحمل القلوب للضغينة والحقد.

هناك قوم لا يفيد الجدل والنقاش معهم فلا يجب أن نضيع وقتنا ونشغل تفكيرنا في محاولة تصحيح أخطائهم أو إظهار الحقائق لهم، فالحوار والجدل الناجح تبدأ ملامحه من أول النقاش فمن المؤكد أن هناك أشياء متفق عليها والحكم في الحوار هو المنطق والعقل وليس الصوت العالي وفرض الرأي.

إقرأ أيضاً: حل لعبة فطحل العرب المجموعة الثالثة

Scroll to Top