حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

حكم الأضحية في المذاهب الأربعة، يُقدم المسلمون في عيد الأضحى المبارك الأنعام لوجه الله –سبحانه وتعالى-، حيث أنّهم يقوموا بذبح الأضحية في أيام العيد الأربعة وتوزيعها على الفقراء والمساكين، ولا بد من اختيار الأضحية وفقاً للتشريعات الإسلامية، كما وتتم عملية الذبح بما يتوافق مع السنة النبوية والشريعة الإسلامية، وفي هذه المقالة سوف نقوم بتوضيح كافة الأمور التي تتعلق بالأضاحي، ونُسلط الضوء على موضوع حكم الأضحية في المذاهب الأربعة.

تعريف الأضحية

حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

الأضحية هي واحدة من الشعائر الإسلامية التي يتقرب بها المسلم إلى الله، بحيث يتم تقوم بذبح الأنعام في أول أيام عيد الأضحى المبارك حتى آخر أيام التشريق، وتوزيعها على الفقراء والمساكين والأهل، ومن الجدير بالذكر أنّ الأضحى من الشعائر المجمع عليها، وحكمها هو سنة مؤكدة بحسب ما جاء في مذاهب أهل السنة وهم: الشافعية، والمالكية، والحنابلة، بينما في مذهب الحنفية فيرى بأنّ الأضحية واجبة، ويجدر الإشارة إلى أنّ الأضحية تكون من بهية الأنعام وهي: البقر، الغنم، الإبل، ويشترط أنّ تكون خالية من العيون وملك للمضحي.

شاهد أيضاً: شروط الأضحية من الغنم والاحكام الخاصة بالاضحية

حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

هناك العديد من الأقوال التي جاءت عن الفقهاء والعلماء في حكم الأضحية، وفي هذه الفقرة سوف نُوضح لكم أقولهم وهي:

  • القول الأول ذهبوا إلى أنَّ الأضحية سنة مؤكدة، وهو مذهب جمهور الفقهاء من المالكية في المشهور، والشافعية، والحنابلة، والظاهرية؛ وهو إحدى الروايتين عن أبي يوسف من الحنفية، وقال به جمع من الصحابة عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمر، وبلال بن رباح، وأبي مسعود البدري -رضي الله عنهم-. وقال به جمع من التابعين؛ كسُويد بن غفلة، وسعيد بن المسيب، وعلقمة والأسود، وعطاء، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك -رحمهم الله-، وإليه ذهب أكثر أهل العلم، واستدلوا بقولهم على حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-: ” إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يُضحّي فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً”.
  • القول الثاني وهو أنَّ الأضحية واجبة شرعًا على الموسر، وهذا مذهب الحنفية، وقول للمالكية، وبه قال الثوري، والأوزاعي، والليث -رحمهم الله- جميعًا، واستدلوا على قولهم بما يأتي: قوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر)، والمراد بالنحر هو ذبح الأضحية، والأمر يفيد الوجوب، وما يجب على النبي -صلى الله عليه وسلّم- فهو واجب على أمته؛ لأنَّه قدوة لهم.

شاهد أيضاً: هل يجوز ان اوكل احد يضحي عني

مشروعية الأضحية

شُرعت الأضحية على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، وقد ثبتت في القرآن الكريم والسنة النبوية، والدليل من القرآن الكريم في قوله تعالى: ” فصلّ لربّك وانحر:، وقوله تعالى: ” والبدن جعلناها لكم من شعائر الله”، وأما الدليل من السنة النبوية فقد جاء عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- ” ضحى النبي –صلى الله عليه وسلم- بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما” والجدير بالذكر أنّ علماء المسلمين قد أجمعوا على مشروعية الأضحية.

شاهد أيضاً: ماذا يقال عند ذبح الأضحية عن الميت ابن باز

شروط الأضحية

هناك العديد من الشروط الواجب توافرها في الأضحية حتى تصح أضحيته، وهذه الشروط تتلخص في التعداد الآتي:

  • يشترط أنّ تكون الأضحية من بهية الأنعام وهي: الإبل، البقر، الماعز، الغنم، والدليل على ذلك قوله تعالى: ” ولكل أمةٍ جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين”.
  • يشترط السن في الأضحية، فالأبل يجب أنّ تبلغ عمر الخمس سنين، والبقر عمر السنتين، والضأن ستة أشهر، والماعز ما بلغ سنة، والجدير بالذكر أنّه لا يجوز التضحية بجذعة من المعز.
  • يشترط أنّ تكون سليمة وخالية من العيوب، والعيوب في الأنعام تنقسم لعدة أقسام وهي: العرجاء، والعوراء، والمريضة، والعجفاء، ففي حال كانت الأضحية فيها أي من هذه العيوب لا يجوز التضحية بها.

من آداب التضحية وسننها

هناك آداب وسنن يجب اتباعها عن التضحية، ومن بين هذه الآداب والسنن هو ما سيتم ذكره في الآتي:

  • حلق الشعر وتقليم الأظفار لمن أراد أن يضحي: اختلف الفقهاء في حكم حلق الشعر وتقليم الأظفار لمن أراد أن يضحي، بعد رؤية هلال ذي الحجة، على قولين؛ القول الأول: يحرم على من أراد أن يضحي إذا رأى هلال ذي الحجة أن يحلق شعره أو أن يقلم أظفاره، حتى يضحي، وهو مذهب الحنابلة، ووجه للشافعية، وهو قول طائفة من السلف، واختاره ابن حزم، وابن القيم، وابن باز، وابن عثيمين، والقول الثاني: يكره لمن أراد أن يضحي أن يحلق شعره أو أن يقلم أظفاره حتى يضحي، وهذا مذهب المالكية، والشافعية، وهو قول للحنابلة.
  • أن يذبح بنفسه إذا استطاع: حيث يستحب أن يذبح بنفسه إذا استطاع، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ”.
  • الأكل والإطعام والادخار من الأضحية: يجوز للمضحي أن يأكل من أضحيته ويطعم ويدخر، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، قال تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا ضحَّى أحَدُكم فلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِه”.

حكم الأضحية في المذاهب الأربعة، وضحنا إليكم في هذه المقالة كافة الأمور التي تتعلق بالأضحية ومشروعيتها، حيث أنّنا قمنا بوضع الشروط الواجب توافرها في البهيمة المراد التضحية بها، وكذلك الآداب والسنن التي يجب أنّ يقوم بها المسلم عند التضحية.

Scroll to Top