حكم الاخذ من الشعر في عشر ذي الحجة

حكم الاخذ من الشعر في عشر ذي الحجة، وهي الأيام العسرة المباركة المنتهية بيوم عيد الأضحى المبارك، منّ الله تعالى به على المسلمين، لتذبح فيه قرباناً الى الله عزو وجل وينال العبد الأجر والثواب الكبير عليها، ولهذه الأيام فضائل وأحكام حددتها الشريعة الإسلامية، وتم الاستدلال عليها من القرآن الكريم والسنة النبوية، وجاء السؤال المطروح من ضمن هذه التساؤلات، للتعرف على حكم الاخذ من الشعر في عشر ذي الحجة، ونتابع السطور الآتية كي نرى التوضيح المطلوب.

ما الحكمة من عدم قص الشعر للمضحي

حكم الاخذ من الشعر في عشر ذي الحجة

يجب على المسلم أن يلتزم بأوامر الله تعالى، سواء كان يعلم ما الحكمة من الأمر أو لا يعلم ذلك، وفي الغالب تخفى الحكمة  عن العقل البشري ويعلمها الله تعالى وحده، كما أن الله تعالى يمنح الأجر على الطاعة في العشر الأوائل بكافة أنواعها،، حيث أن الله تعالى يقول (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)، وجاءت الحكمة من قص الشعر للمضحي كالتالي:

  • الحكمة الأولى أن يبقى بكامل جسده؛ لكي يعتق الله تعالى جسده كاملاً من النار.
  • الحكمة الثانية لكي يتشبه بالمحرم الحاج.

شاهد ايضا: متى تكون الأضحية واجبة حكمها وشروطها

حكم الاخذ من الشعر في عشر ذي الحجة

حكم الاخذ من الشعر في عشر ذي الحجة

في هذا الأمر اختلف الفقهاء في الأخذ من الشعر والأظافر للمضحي، ولم يتجمعوا على رأي واحد بين كافة المذاهب، وهنا نتطرق الى التوضيح بالنسبة الى الفريق الذي حدد كراهة الأخذ من الشعر للمضحي والفريق المخالف، وجاءت الآراء كالتالي

 كراهة الأخذ من الشعر للمضحي

ومن أراد أن يضحي يكره له أن يقوم بحلق شعره أو أن يقلم أظفاره الى حين ذبح الأضحية، وهذا الحكم مفروض لدى مذهب المالكية والشافعية، وهو قول للحنابلة، وسواءً أقص المضحي شعره أم أمسك عن ذلك؛ فأضحيته صحيحة ومقبولة بإذن الله تعالى.

حرمة الأخذ من الشعر للمضحي

لا يجوز من أراد أن يضحي إذا رأى هلال ذي الحجة، أن يقوم بحلق شعره أو أن يقلم أظفاره الى حين ذبح الأضحية، وهو مذهب الحنابلة، ووجه للشافعية، وهو قول طائفة من السلف، واختاره ابن حزم وابن القيم، وقال ابن قدامة فيمن قص شعره بعد هلال ذي الحجة وقبل أن يُضحِّي: “فإن فعل استغفر الله تعالى، ولا فدية فيه إجماعاً، سواء فعله عمدا أو نسيانا”. لا كراهة في أخذ المضحي من شعره يرى الحنفية بعدم كراهة الأخذ من الشعر والأظافر للمضحي؛ وذلك لأنّه لا يحرم، ولا يكره للمضحي اللباس أو الجماع.

متى يجوز الحلق في عيد الأضحى

وهو من أكثر التساؤلات المطروحة من قبل الكثير من المسلمين، باقتراب دخول العشر الأوائل من ذي الحجة، وفي هذا السياق بم يتفق العلماء على جواز ذبح الأضحية، حيث انهم اختلفوا في توضيح الحكم في فترة ما قبل ذبح الأضحية، وتم فتوى ذلك بناءً على حالة المضحي المختلفة تمامًا عن الإحرام، ووفقاً للتفسير الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وجاء قول الأئمة كالتالي:

حكم الحلق قبل ذبح الأضحية عند الحنابلة

ووفقاً لمذهب الحنابلة فإنه لا يجوز للمسلم الذي عقد نية ذبح الأضحية، أن يقوم بقص شعر رأسه ولا حتى شعر جسده، وذلك يعد محرم عندهم بشكل كبير قبل ذبح الأضحية، وذلك بما تم الاستناد به إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي تحدث فيه: ” إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”، لذلك يبتعد المضحي عن قص شيء من شعر رأسه أو شعر جسده أو أظافره أو جلده”، وذهب الحنابلة هذا الحديث على الواجب والالتزام له وليس على الاستحباب، ولذلك ليس جائز في مذهبهم القيام بالحلق قبل الذبح نهائيًا.

حكم الحلق قبل ذبح الأضحية عند الشافعية

لقد ورد في الشافعية أنَّ قص الشعر أو استئصال شيء منه للشخص الذي سبق النية للأضحية مكروه قبل أن يقوم بذبح أضحيته ولكنه ليس محرم، وذلك وفقًا لما ورد في نفس الحديث المذكور سابقًا، ولكنهم قاموا بأخذه على سبيل الاستحباب وليس الواجب، ولذلك جائز حلق الشعر أو القسام بتقصيره عند الشافعية مع الكره بفعل ذلك، أي من الأفضل على المضي عدم القيام بقص أو تقصير شعره حتى يتم ذبح الأضحية.

حكم الحلق قبل ذبح الأضحية عند الحنابلة

لقد ذكر الحنابلة أنه لا يجوز للمسلم الذي نوى أن يضحي أن يقوم بقص شعر رأسه ولا حتى شعر جسده، وذلك يعد محرم عندهم بشكل كبير قبل ذبح الأضحية، وذلك بما تم الاستناد به إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي تحدث فيه: ” إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”، لذلك يبتعد المضحي عن قص شيء من شعر رأسه أو شعر جسده أو أظافره أو جلده”، وذهب الحنابلة هذا الحديث على الواجب والالتزام له وليس على الاستحباب، ولذلك ليس جائز في مذهبهم القيام بالحلق قبل الذبح نهائيًا.

حكم الحلق قبل ذبح الأضحية عند الشافعية

لقد ورد في الشافعية أنَّ قص الشعر أو استئصال شيء منه للشخص الذي سبق النية للأضحية مكروه قبل أن يقوم بذبح أضحيته ولكنه ليس محرم، وذلك وفقًا لما ورد في نفس الحديث المذكور سابقًا، ولكنهم قاموا بأخذه على سبيل الاستحباب وليس الواجب، ولذلك جائز حلق الشعر أو القسام بتقصيره عند الشافعية مع الكره بفعل ذلك، أي من الأفضل على المضي عدم القيام بقص أو تقصير شعره حتى يتم ذبح الأضحية.

سبب عدم قص الشعر في عشر ذي الحجة

ويقول العلماء أن القول بعدم قص الشعر والأظافر واللحية في عشر ذي الحجة، يعد من الأمور المستحب القيام بها، وهي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قالت أم سلمة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:” مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذِبْحٌ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ فَرَأَى هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ”.

  • ويرى العلماء أن السبب في ذلك هو مشاركة حجاج بيت الله في مناسك الحج والتشبه بهم فيما يفعلون من طقوس وخطوات.
  • أما الإمام النووي فقد قال أن السبب وراء النهي عن الأخذ من الشعر والأظافر في العشر من ذي الحجة هو الحرص على بقاء جميع أجزاء جسم المسلم المضحي كاملة ليعتق الله كامل بدنه من النار.
  • يرى الإمام التوربيشي أن السبب وراء ذلك هو أن المضحي يقرر جعل أضحيته كفداء عن كامل جسمه من العذاب، ليكون كل جزء منها فداء عن كل جزء في بدنه.

تناول المقال رأي المذاهب الأربعة في حكم الاخذ من الشعر في عشر ذي الحجة، كي يبقى المسلم على دراية كاملة بأحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالذبائح، وأن تكون العبادة على أكمل وجه لها، والى هنا ننتهي من مقال اليوم ونصل الى ختام فقراته.

Scroll to Top